الجمعة، 12 نوفمبر 2010

عتاب لجريدة الأهرام ليست هذه هى الوحدة الوطنية

أصدرت جريدة الأهرام الغراء ملحقا رائعا عن الصعيد. يهتم بهذا العمق المجهول لمصرنا العزيزة . من كل النواحى التى
يمتاز بها. وتضمن العدد الأول من هذا الملحق تحقيق عن قرية سلام بمحافظة أسيوط التى ولد فيها قداسة البابا شنودة الثالث.
ويعد هذا التحقيق نموذجا للنوايا الطيبة التى تعالج بها قضية الوحدة الوطنية. معتقدون أن النوايا الطيبة وحدها كافية لحل مشكلات أصبحت للأسف متجذرة فى عمق التربة المصرية، وللأسف الشديد فهذا التحقيق يعد فى حد ذاته معبرا عن الفكر الذى تعالج بها هذه القضايا، فالتحقيق يريد أن يؤكد على الوحدة الوطنية من خلال ذكر واقعة تقول إن هناك سيدة تدعى الحاجة زينب، قامت بإرضاع الطفل نظير جيد (قداسة البابا فيما بعد )، وبذلك يكون للبابا شقيق فى  الرضاعة مسلم الديانة. وكان هذا هو مانشيت الموضوع المثير. والذى يشبه لحد كبير من يريد أن يؤكد على الوحدة الوطنية فيقول إن هناك مسلمين يتزوجون قبطيات، متجاهل ومتعالى على أن الديانة المسيحية لا توافق على هذا الزواج، ويعد بالنسبه لها أمرا محرما. فالمسيحية يا سادة لا تؤمن بموضوع الشقيق فى الرضاعة هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فبالمنطق إذا توفيت والدة طفل وهى تلده فالكثيرات من السيدات المرضعات بالقرية يقمن بإرضاعه وليس سيدة واحدة تفعل ذلك، فابالتأكيد أن هناك أخريات مسلمات ومسيحيات أرضعن  الطفل اليتيم. فلماذا التركيز على سيدة واحدة فقط . لذلك يؤكد العاملون فى قضايا الحوار بين أصحاب الأديان على طرح الفضائل والأخلاقيات المشتركة.

فهناك أمور قد يرى فيها أصحاب الأديان أمرا يؤكد الوحدة والمساواة، فى حين إن أتباع الدين الآخر لا يعتقدون كذلك، مثل موضوع زواج المسلم من المسيحية أو  أشقاء الرضاعة . كذلك هناك جزئية تعرض إليها التحقيق تحتاج إلى وقفة، وهى الخاصة بأن القرية التى ولد بها البابا لم تستفد منه . ولا أفهم ما المطلوب من قداسة البابا؟
هل هو محافظ ويذهب لإنشاء مشروعات تنموية أو يفتتح مصانع بها؟ . لقد فلت التحقيق عن غرضه الأساسى وهو إبراز صورة للوحدة الوطنية إلى التأكيد على تقصير البابا تجاه القرية التى ولد فيها . لذلك فإن معالجة مثل هذه الأمور الحساسة تحتاج إلى حرفية صحفية عالية، كما لابد أن تنطلق من قاعدة مشتركة، فهذه ليست الوحدة الوطنية يا سادة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق